📜 السُّنّة النبوية: عمود التشريع وحارسة الوحي

القرآن
القرآن

السنة النبوية ليست نصوصًا تاريخية تُروى لمجرد المعرفة، بل هي الوحي الثاني الذي أنزله الله على نبيه ﷺ ليُبيّن للناس كتاب الله، ويعلّمهم الدين قولًا وفعلًا وتقريرًا. وهي مع القرآن جناحان لطائر واحد؛ لا يستقيم الدين بفقد أحدهما.

قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: "القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن" أي أن السنة هي المفسرة والمبينة لمعانيه.

📖 1. القرآن يثبت أن السنة وحيٌ محفوظ

قال الله تعالى: {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى} [النجم: 3-4] دليل صريح أن كلام النبي ﷺ في الدين وحيٌ من الله.

وقال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نُزّل إليهم} [النحل: 44] أي أن مهمة النبي ﷺ ليست نقل القرآن فحسب، بل شرحه وبيانه عمليًا.

🛡 2. حفظ السنة مثل حفظ القرآن

رغم أن نصوص القرآن حفظت باللفظ، فإن السنة حُفظت من خلال علم الإسناد، الذي لم تعرفه أمة من الأمم بهذا العمق. قال الإمام عبد الله بن المبارك: "الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء".

وقد تكفّل الله بحفظ الذكر، والسنة من الذكر، لقوله تعالى: {إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9] والذكر يشمل القرآن والسنة كما قال الإمام الشافعي وغيره.

🤝 3. تكامل القرآن والسنة

القرآن يضع الأحكام العامة، والسنة تفصل التفاصيل:

  • القرآن أمر بالصلاة، لكن كيفيتها وعدد ركعاتها جاءت بالسنة.

  • القرآن فرض الزكاة، لكن أنصبتها ومقاديرها بيّنها النبي ﷺ.

  • القرآن أمر بالحج، لكن مناسكه ومواقيته فصّلتها السنة.

قال الإمام أحمد بن حنبل: "من ردّ حديث رسول الله ﷺ فهو على شفا هلكة".

🔍 4. أمثلة من القرآن تُثبت وجوب اتباع السنة

  1. {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول} [التغابن: 12] تكرار الفعل "أطيعوا" مع الرسول دليل على استقلالية التشريع النبوي.

  2. {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} [النور: 63] تحذير من مخالفة أمر النبي ﷺ، مما يثبت إلزامية السنة.

🕌 5. السنة ترد على من زعم الاكتفاء بالقرآن

ظهرت فرق عبر التاريخ تقول: "حسبنا كتاب الله"، لكن ردّ عليهم النبي ﷺ بقوله: "ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه" – رواه أبو داود.

الإمام الشافعي قال: "كل ما حكم به رسول الله ﷺ فهو مما فهمه من القرآن".

📜 6. كيف حُميت السنة من التحريف؟

  • علم الجرح والتعديل: فرز الرواة بدقة غير مسبوقة.

  • التصنيف المبكر: كصحيح البخاري ومسلم قبل أن تدخل الأحاديث الموضوعة.

  • الإجماع العلمي: على قواعد القَبول والرَّد للأحاديث.

📱 7. دور "تحقّق" في نصرة السنة

  • البحث السريع في كتب الحديث المعتمدة.

  • عرض درجة الحديث مع الشرح.

  • التحقق من الأحاديث المنتشرة على وسائل التواصل. 🔗 حمّل "تحقّق" الآن واحمِ نفسك من الأحاديث المكذوبة.

💡 الخلاصة

السنة ليست خيارًا ثانويًا، بل هي جزء لا يتجزأ من الوحي، وحمايتها امتداد لحماية الدين. من أراد الإسلام نقيًا، فعليه أن يجمع بين القرآن والسنة كما جمعهما الله في كتابه.